top of page

رسالة كريستوفر هيتشنز إلى مؤتمر الملحدين الأمريكيين

  • Christopher Hitchens
  • 1. Feb. 2016
  • 2 Min. Lesezeit

أعزائي الرفاق اللادينيين،

ما كان بإمكان شيء ما من منعي من الانضمام إليكم لولا فقدان صوتي (على الأقل صوتي الناطق) نتيجة لجدل طويل أخوضه حاليًا مع شبح الموت. في هذا الجدل لم يفز و لا يفوز أحد من أي وقت مضى، مع ذلك، هناك بعض

النقاط الراسخة التي تستحق النقاش طالما كان الحوار مستمراً.

لقد وجدت، كلما أصبحت أكثر دراية بالعدو، أن جميع مناداة الإنقاذ، الخلاص و النجاة الخارقة تبدو لي أكثر جوفًا و اصطناعًا مما كانت عليه من قبل. أتمنى المساعدة في الدفاع و تمرير الدروس المستفادة من هذه التجارب

لسنوات عديدة قادمة، لكنني الآن قد وجدت ثقتي في وضع أفضل في أمرين: مهارة و مبدأ العلوم الطبية المتقدمة،

ورفقة رائعة لا تعد ولا تحصى من الأصدقاء و الأسرة; جميعهم محصّنين من التعازي الكاذبة للدين.

إنها هذه القوى وغيرها التي ستسرّع مجيئ اليوم الذي تخلّص فيه الإنسانية نفسها من أغلال الخنوع والخرافة في عقولنا. إنه التضامن الفطري في داخلنا، وليست الأحكام المطلقة من السماء، ما يجسّد مصدر أخلاقنا وشعورنا بالكرامة.

هذا الشعور الجوهري يهان كل يوم. عدونا الثيوقراطي مرئي للعيان ومتقلّب في الشكل. إنه يمتد من التهديد العلني من

الملالي المسلحة نوويًا إلى حملات التسفيه الغادرة بإسم العلوم الزائفة التي تدرس في المدارس الأمريكية.

ولكن، في السنوات القليلة الماضية، كانت هناك مؤشرات مشجّعة من مقاومة حقيقية وعفوية تجاه هذا الهراء الشرير: مقاومة تشجب حق التخويف و الطغيان في دعم الزعم السخيف أن لديهم إله يقف إلى جانبهم.

أن يكون لي موقفًا وتاريخًا بسيطًا في هذه المقاومة هو أعظم شرف في حياتي: نمط وأصل كل دكتاتورية

هو استسلام العقل إلى المطلق وهجر الاستفسار النقدي الموضوعي. الإسم الرخيص لهذا الوهم

القاتل هو الدين، ولذلك يجب علينا أن نتعلّم طرقًا جديدة في مكافحته في المجال العام، تمامًا كما

تعلّمنا أن نحرر أنفسنا من ذلك في الشأن الشخصي.

أسلحتنا هي العقل الساخر ضد الحرفي: العقل المتفتّح ضد الساذج؛ السعي الشجاع لمعرفة الحقيقة ضد القوى المخيفة

والمذلّة التي من شأنها وضع حدودًا للاستفسار(وللذين بغباء يدّعون أننا نمتلك مسبقًا كل الحقائق التي نحتاج معرفتها).

وقبل كل شيء، نحن نؤكد ونقف مع الحياة على حساب طقوس الموت والتضحية البشرية ونحن خائفون، لا من الموت الحتمي، لكن من حياة إنسان ضيقة ومشوّهة بسبب الحاجة البائسة لتقديم التملّق الأعمى، أو الاعتقاد الكئيب

أن قوانين الطبيعة تستجيب للعويل والتعاويذ.

باعتبارهم ورثة الثورة العلمانية، على الملحدين الأمريكيين [الكلام موجّه لكل من يواجه خرافة الدين حول العالم] مسؤولية خاصة للدفاع عن والحفاظ على الدستور الذي يخفر الحدود بين الكنيسة والدولة. هذا، أيضًا، هو من دواعي الشرف والامتياز.

صدّقوني عندما أقول أنني حاضر معكم، حتى لو لم يكن بدنيًا (ومجازًا فقط: روحيًا..).

اعزموا على بناء جدار الفصل للسيد توماس جيفرسون. ولا تحتفظوا بالإيمان.

بإخلاص،

كريستوفر هيتشنز

Comments


bottom of page