top of page

جميل أنك اجتزت الاختبار الأوّل، لكن الدرس طويل، وهنا مراجعة، عزيزي المعتدل

  • سيف البصري
  • 19. Feb. 2020
  • 2 Min. Lesezeit

خومبابا العصر: الثالوث الإسلامي ـ الشيوعي ـ التقدّمي

إنه أمر توقعنا حدوثه قبل أكثر من عام، والآن أخرج بتعقيب على موضة "اليمين المعتدل" لأضع النقاط على الحروف:

ما بين تشخيص ونثر وترجمة، نحاول تقديم فلسفة سياسية تحت عنوان اليمين بشكل يناسب ثقافة وتاريخ هذه المنطقة والمجتمعات الناطقة بالعربية لنواجه في نفس الوقت وفي أشرس بقعة على سطح الكوكب، الإسلام السياسي، الكابوس الشيوعي والهبل التقدّمي! وكأنك تصارع خومبابا وعلى مر هذه الحقبة واجهنا محاولات من تيارات إسلامية تحاول استغلال عنوان اليمين كغطاء يتستّرون خلفه، كما نواجه اليوم محاولات لتسطيح فلسفة سياسية بهذا العمق والبعد التاريخي إلى آراء فيسبوكية واهنة. ومع أننا نرحّب بأن الكثير قد بدأ بفهم بعض ما شخّصناه في السنوات الأخيرة وخرج شيئًا فشيئًا من قبضة التقدمية العالمية المهيمنة، إلا أن التعجّل ومحاولة الاستقرار على تعريفات في منتصف الطريق تعكس: ١) العجز عن المطاولة والتعمّق أكثر في تاريخ الفلسفة السياسية والتاريخ.

٢) الاكتفاء بالفهم السطحي لما نكتبه وعدم التوغّل بين الكتب والمصادر كما ننصح، وهذه النصيحة هي بطبيعة الحال لمن يتجرّأ ويخرج للعامة بهاشتاگ وعنوان سياسي جديد.

٣) انعدام الجرأة الكافية واللجوء نحو الاعتدال لإرضاء أكبر عدد من الأطراف، وهو سلوك يعكس ضعف، لا قوة.

‏دعني أذكّر القارئ العزيز ببديهيات الفلسفة اليمينية من خلال التعقيب على مغالطات بسيطة في الأطروح "المعتدلة":

+قبل أن تكون مع ممارسة كل الحريات حاول أن تفهم أن اليمين لا ينطلق من فكرة أن الحرّيات موجودة مسبقًا وأنها مطلقة وكل ما يجب مناقشته هو تطبيقها أو عدمه، ‏بل أن الحريات هي مفاهيم نسبية تخضع لإجماع بين أفراد داخل مجتمع وعلى مستوى الأجيال. دعني أعيد ما كتبته مرة لماذا الحرّية مصطلح مثقل بالأوهام، شائك وأفضّل تجنّبه؛ لسببين: الأوّل أن الحرّية لا تشترط الاختيار، و هذه أكبر مغالطة في السياسة المعاصرة.

الثاني، و هو ما يعلل الأوّل: العقيدة، المبادئ، الأخلاق الفضيلة: كلها قيم بشرية تحوك سلوكك كإنسان بجانب ظروفك الاجتماعية، فطنتك وحصيلة تربيتك، وعليه، لا يخضع سلوكك لخيارات بين مسارات متجددة، بل لشبكة معقّدة من تلك القيم التي تجعلك تتفاعل مع معطيات الواقع بشكل عفوي ـ إرادي. فالحريّة مثلًا أن تعشق دون أن تختار، أن تفعل الخير دون أن تفاضل بشكل نفعي، أن تتحمّل المسؤولية ـ ركّز معي هنا ـ أن تحمل عبء المسؤولية دون أن تختار الفتور و التقاعس. القيم العليا الفضيلة [قيم شاملة] هي مرجع أقدم و أرصن، بينما ”حريّتك“ في الاختيار تخضع لـ مزاجك، حالتك الصحية، المادية، أو ربما أنانيتك [غير شاملة]. + ‏عندما تكون مع الأقليات وترفض منحهم حقوقًا مضاعفة، ‏فهذا رأي يساري وليس يميني وغريبة ان تجدها تظهر تحت عنوان يميني أصلًا: المساواة والكوتا. ‏فلسفة اليمين ‏بدورها لا تنظر ‏إلى الشعب عند توزيع المسؤوليات كـ مجموعة من أقلّية وأغلبية وتقسّمهم على أساس عرقي أو ديني أو إثني بل على أساس الكفاءة والاستحقاق والولاء الى الوطن. + لا أعلم من أي زاوية أو منطق سياسي يمكن لهذه الفكرة أن تخرج تحت عنوان اليمين، لكن المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات بشكل مطلق هي فكرة يسارية، شيوعية يهودية في جوهرها التاريخي. بيناتنا، كيف عبرت عليك؟ ‏استخدام مصطلح الحرية بشكل مفرط يعكس أسلوبًا يحاول الاستقطاب والتهدئة بدل التركيز على الحلول الموضوعية، ‏وهو شيء لا يعرفه اليمين وليس من عاداته. ‏ + نقطة أخيرة: قبل أن نمضي في تعبيرنا عن ما نراه يمثّل ”حرية“ وما لا يمثّلها، دعني أذكّر بأن ما يميّز اليمين كفلسفة سياسية عن اليسار: هو أنه بشكل بديهي يفهم الفرد كحلقة وصل بين أجيال، لا كفرد أنوي يدور حول خط استواء مزاجه و مصالحه و مهتم بشكل مفرط بحرياته وطبيعتها وحجمها وتأثيرها.


 
 
 

Bình luận


bottom of page