top of page

مقدّمة في بديهيات الذكاء الاصطناعي لغير المتخصص ١

  • سيف البصري
  • 12. Aug. 2016
  • 3 Min. Lesezeit

الغرض من هذه الحلقات، أن تصبح لديك خلفية أوّلية عن الموضوع ثم تبدأ بتطبيق بعض الخوارزميات البسيطة، بعد أن نتطرّق للغرض والفائدة من استخدامها أصلًا ولماذا نلجأ إلى الذكاء الاصطناعي كامتداد رقمي للذكاء البشري في معالجة مشاكل من الواقع وكيف نحاكيها رقميًا؟ لربّما تفهم بعدها الغاية من وضرورة تعلّم لغة برمجية وتنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى. المهم، أن تنمّي قدراتك الذهنية ومعرفتك عن هذا المجال المهم، و لا داعي للقلق، أنا لست بمتخصص، بل هاوي يدفعه الشغف، مثلك تمامًا، و مثلما أفهمها أنا، ستفهمها أنت. كل ما عليك هو أن تعطي للموضوع وقته وتهضمه ذهنيًا بهدوء. وبالتأكيد، المواضبة والرغبة في التعلّم ستكونا بمثابة المعيار الذي يحدد المدة الزمنية والعمق المطلوبين. سأستخدم عدة مصادر، وأحاول تبسيط الفكرة قدر المستطاع وسأنشرها على شكل حلقات قصيرة في مدوّنتي بحكم ضيق وقتي وأعتذر عن ذلك مقدّمًا.

الحلقة الأولى:

الذكاء الاصطناعي مجال ممتع ومعقّد في نفس الوقت، هو الورقة الرابحة اليوم وفي المستقبل القريب والبعيد.

بعض المستقبليين كـ راي كورزوايل Ray Kurzweil ومايكل أنيسيموڤ والكثيرين غيرهم، يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سوف يتجاوز حدود التقدّم وسيغيّر الإنسانية بشكل جوهري. وفقًا لتنبؤات راي كورزوايل الذي استخدم قانون مور [والذي ابتكره غوردون مور أحد مؤسسي إنتل عام 1965. حيث لاحظ مور أن عدد الترانزستورات على شريحة المعالج يتضاعف تقريبًا كل عامين في حين يبقى سعر الشريحة على حاله] فأن الكمبيوتر سوف يكون له نفس قوة المعالجة لدى العقول البشرية بحلول سنة 2029، و بحلول عام 2045 [الكثير من المستقبليين حسب ما طالعت لهم على مدى السنين الأخيرة يتّفق على 2045 مع انحراف معياري بحوالي -+15 سنة] سوف يصل الذكاء الاصطناعي إلى نقطة يصبح عندها قادرًا على تحسين نفسه بمعدل يتجاوز كل ما يمكن تصوّره في الماضي، التفرّدية الرقمية [singularity].

من باب، يأخذ المجال أبعادًا رياضية تفوق في تعقيدها الاطّلاع العام والمعادلات البسيطة وتتطلّب أحيانًا معرفة أساسية في البرمجة وتخصّص يوافي التعقيد المطلوب.

لكن الأساسيات سهلة الولوج لو حظيت باهتمام وشغف كافيان لتجاوز الرهبة التي تقف كحاجز أمام البعض للتعمّق في هذا المجال كشخص غير متخصص. فالذكاء الاصطناعي مجال يتناول مفاهيم، أفكار وسلوكيات الإنسان والحيوان، وربما يسأل البعض ما علاقة كل هذا بالذكاء الاصطناعي [AI, Artificial Intelligence]؟

قبل كل شي، الحاجة والعبقرية البشرية كانتا المحفّز الأهم لبزوغ هذا الفرع من علم الحاسوب و طبعًا كنتيجة للثورة التكنولوجية المعاصرة، وجميع التقنيات المستخدمة في الذكاء مستوحاة من سلوك الإنسان وسلوك الحيوان وظواهر الطبيعة حولنا، والبحث في الذكاء الاصطناعي هو عمل جماعي في الدرجة الأولى، ويحتم تعاون متخصصين و علماء في مجالات مختلفة، كعلم اللغة والمنطق والرياضيات والنفس. الكثير من المؤلّفات تعرّف الذكاء الاصطناعي على أنه دراسة وتصميم العملاء الأذكياء، والعميل الذكي هنا يقصد به النظام الذي يستوعب بيئته ويتّخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته.

معظم الأشخاص العاديين يتخيّلون الذكاء الاصطناعي (AI) كنموذج يشبه الدماغ الاصطناعي متأثرين في الغالب بصور من أفلام الخيال العلمي حول الروبوتات والمستقبل البعيد. مثل هذه الصور لا تمثّل إلا القليل جدًا من طبيعية وكيفية استخدام الـ AI في الواقع.

صحيح أن الذكاء الاصطناعي يجسّد العديد من أوجه التشابه مع وظيفة الدماغ البشري، ولكن الفرق الجوهري بينهما هو أن الـ AI مصطنع وليس بحاجة إلى العمل بشكل بيولوجي. سأعود لهذه النقطة لاحقًا.

قبل أن ندخل في العمق، أود أن أعرض بعض المفاهيم العامة حول كيفية استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

خوارزميات الـ AI هي بكل بساطة تقنية نستخدمها لحل مشكلة ما، أي نموذج لحل معضلة. طبعًا هنالك العديد من الخوارزميات أو النماذج المختلفة. أكثرها شيوعًا هي الشبكات العصبونية الاصطناعية، شبكات دعم التمييز [خوارزميات لتحليل البيانات من أجل تصنيفها تصنيفا إحصائيًا و عمل تحليل الانحدار اللازم لها]، خوارزمية Bayesian الافتراضية الاستدلالية و نماذج ماركوف المخفية [سلسلة نهائية من الحالات والملاحظات التي يتم توليدها عشوائيًا ويتم الانتقال من حالة إلى حالة أخرى عن طريق مصفوفة الاحتمالات]. لكن دعك من التفاصيل، يكفي أن تفهم أن النماذج متعددة وتختلف وفقًا للوظيفة والحوسبة المطلوبة.

بالنسبة لك كممارس، عليك فهم كيفية إيصال المشكلة التي تريد أنت حلها إلى عقل البرنامج ليفهمها أولًا. لكن الحاسوب لا يفهم سوى لغة الـ 0 و 1 نظام العدّ الثنائي.

هنا نلجأ للغات البرمجة كـ C++، Java، Python، C، Basic و إلخ.. فهي تسهّل للمبرمج كتابة برنامجه [شكواه إلى الحاسوب] في هيئة تعليمات وأوامر يفهمها الحاسوب بغرض تنفيذ العمل المطلوب، والذكاء الاصطناعي، الحاسوب، يحوّل اللغة المكتوبة بها البرمجة إلى سلسلة من 0 و 1، ومن ثم يبدأ على أساسها عمله. أي أنها المترجم بيننا وبين الذكاء الاصطناعي.

التعليمات والأوامر التي ذكرتها قبل قليل تنظّم كتابتنا للبرنامج و تخضع لمجموعة من القواعد، هذه الأسس والقواعد تتمثّل في:

أ) المعلومات وتخزينها

ب) الأوامر وتنظيم سيرها

ج) التصميم الخاص

إذن ضع في ذهنك أنك بحاجة لفهم كيفية عرض مشكلتك أو شكواك إلى الـ AI، لأنها الوسيلة الأساسية للتفاعل مع خوارزمية الـ AI. لكن قبل ذلك سأتناول قصيرًا كيفية تفاعل الدماغ البشري مع محيطه، لأنه كما ذكرت سلفًا، أغلب التقنيات المستخدمة في الذكاء مستوحاة من سلوك الإنسان وسلوك الحيوان وظواهر الطبيعة حولنا.

يتبع..

Comments


bottom of page