هل يمكن لعلم الأعصاب و الذكاء الاصطناعي تعريف "الروح"؟
- Paul King | ترجمة: سيف البصري
- 26. Sept. 2016
- 2 Min. Lesezeit
على موقع Quora يسأل أحدهم پاول كينگ Paul King [مدير لعلوم البيانات في موقع Quora، متخصص في مجال علم الأعصاب الحاسوبي من جامعة هارڤارد، مدير سابق لتحليلات الإنتاج في الفيسبوك، كاتب و مؤسس لشركتين ناشئتين startups، بالإضافة إلى عمله كمستشار تكنولوجي متخصص في هندسة التطبيقات القابلة للتحجيم]

يا ترى هل يمكن للـ "الروح" أن تكتسب يوماً ما تعريفاً مرضياً من علم الأعصاب، نظرية المعلومات أو علوم الحاسوب؟
أليست الروح بعد كل شيء، هي مجرّد مجموعة كبيرة للغاية من معلومات أو بيانات عن الشخص [تجاربه، أفكاره، ذكرياته، سلوكه، و ما إلى ذلك]؟
تستطيع إعادة قراءة السؤال و الإجابة عليه مستخدماً مصطلح "العقل" بدلاً من "الروح" إذا كان أنسب لك.
الجواب:
"هنالك معنى واحد للـ "الروح" يلاقيا كلا من علم الأعصاب و علم الحاسوب صعوبة في التعامل معه، و هذا المعنى المقصود هو فكرة الهوية العائمة في الكون و التي تدخل في تماس مع الأجسام المادية لتزوّدها بالوعي و الإرادة.
لربما يعمل الكون فعلاً بهذه الطريقة [و ياله من أمر خيالي و رائع، إن كان الأمر فعلاً كذلك!]، لكن العِلم لا يستطيع التعامل مع هذا النوع من التعريف، فالعلم حالياً يفتقر لإطار و مفهوم يمكنهما استيعاب هذا النوع من الروح و ربطه بأي شيء مادي مثل الجسد، لذلك يتحدّى هذا التعريف عن "الروح" الفيزياء و قوانين الطبيعة التي نعرفها.
و لكن "الروح" قد تعني شيئاً مختلفاً تماماً. "الروح" يمكن أن تشير إلى ماهيتك أنت، شعورك بذاتك، وعيك و أحاسيسك، و قدرتك على فهم العالم و إدراك مكانك فيه. أليست هذه الأشياء هي أول تلك التي تتبادر إلى الذهن عندما نصف شخصاً ما بأنه مفعم بـ "روح قديمة" أو بالـ "عاطفة"، أو حتى عندما نقول: "أشعر بروح هذا الإنسان.."؟

إذا كان معنى "الروح" يدور حول فهم كيفية وجودنا على قيد الحياة، كيف نراعي بعضنا البعض و نشعر بالواقع، فبالتأكيد سنتمكّن يوماً ما من تفسير هذه التجارب من خلال علم الأعصاب، تماماً كما نفسّر الشعور بالجوع، حالة التأهّب، القلق أو الشعور بالدوار.
و إذا كان الدماغ فعلاً يتألّف من شبكة معقدة و كبيرة من الآليات الذكية، كما يفترض علم الأعصاب حالياً، فلما لا يمكن محاكاة تلك العمليات و الآليات في آلة رقمية؟
لتفسير ظاهرة "الروح" أو لإنتاجها في تجربة ذكاء اصطناعي، فسوف نحتاج إلى تعريف. هذا التعريف لن يكون "مكتسباً"، بل سيعطى لها إما عن طريق العلماء أو من قبل المصممين."
Bình luận