top of page

كيف نفهم أن شساعة الكون تقدّر بنسبة 93 مليار سنة ضوئية بينما عمر الكون هو 13.8 مليار سنة فقط؟

  • سيف البصري
  • 12. Okt. 2016
  • 2 Min. Lesezeit

هذا السؤال بصراحة من الأسئلة التي مازالت تثير شعور بالرهبة في داخلي كلما تأمّلته:

كيف نفهم أن شساعة الكون تقدّر بنسبة 93 مليار سنة ضوئية بينما عمر الكون هو 13.8 مليار سنة فقط؟

وفقاً لنموذج نموذج لامبدا للمادة المظلمة الباردة CDM Cold Dark Matter [هو نموذج في علم الفلك يحاول تفسير ظواهر عديدة للكون مثل تفسير إشعاع الخلفية الميكروني الكوني و تفسير الاتساع المستمر للكون] هو 13.8*10⁸ [ثلاثة عشر ملياراً و ثمانمئة] سنة. هذا يعني أن الضوء الذي يصل إلينا من الأجزاء المرئية الأكثر بعداً قد سافر لحوالي 13.800.000.000 [ثلاثة عشر ملياراً و ثمانمئة] سنة ضوئية للوصول الى هنا.

مع ذلك، فإن الأجسام تلك التي بعثت لنا هذا الضوء قبل 13.8 مليار سنة تتباعد عنا أيضاً بسرعة كبيرة. اليوم، و في هذه اللحظة هي أبعد من ذلك بكثير!

إذا افترضنا أن توسع الكون يتبع نموذج لامبدا-CDM، فإن بعد تلك الأجزاء المرئية تلك في هذا اليوم يصل لحوالي 46.5 مليار سنة ضوئية.

نتيجة لتسارع توسّع الفضاء [وفق نظرية الإنفجار الكبير التي تفترض أن الكون يتوسّع بتعجيل متسارع]، فإن الفضاء بيننا و بين تلك الأجسام المرئية البعيدة عنا بحوالي 46.5 مليار سنة ضوئية، يتوسّع بسرعة هائلة جداً، بحيث أن المسافة تتزايد بمعدل أسرع من السنة الضوئية الواحدة في السنة.

و لذلك، فإن ذلك الضوء المنبعث في هذه اللحظة من تلك الأجسام البعيدة و المتجه نحو كوكبنا سوف لن يتمكّن أبداً من اللحاق بهذا التوسّع المتسارع و الوصول إلينا.

أي أن أقرب أجسام ينبعث منها الضوء اليوم ـ و لا يزال يستطيع الوصول إلينا لاحقاً ـ عليها أن تكون في نطاق بعد لا يتجاوز الـ 16 مليار سنة ضوئية من كوكبنا [طبعاً هذا الضوء سيحتاج لوقت أطول للوصول إلينا]. و عليه، فإن الإشارات المنبعثة اليوم من الأجسام التي هي أبعد من 16 مليار سنة ضوئية سوف لن تصل إلينا أبداً و ستبقى خلف الأفق الكوني. تأمّل فقط شساعة الكون للحظات، هنالك أجزاء شاسعة من الكون لن نتمكن من اكتشافها إلا إذا استطعنا السفر عبر الزمن، عدا ذلك، فهي مهمة مستحيلة!

و لذلك، فعندما يستخدم العلماء مصطلح "الكون المرصود"، فهم يقصدون بذلك الجزء من الكون الذي وصلنا منه الضوء من الماضي، أي الكون المرصود البيضوي الشكل و الذي توسّع إلى 46.5 مليار سنة ضوئية [نصف قطر؛ حيث أن قطر هذا الكون المرصود = 93 مليار سنة ضوئية].

Comments


bottom of page