اليمين كفلسفة #١
- سيف البصري
- 25. Okt. 2019
- 2 Min. Lesezeit
#اليمين_كفلسفة مشكلة الفهم واستيعاب أنماط التاريخ هي عائق لا بد من محاولة تجاوزه، أو على الأقل إلقاء الضوء عليه، كما أحاول هنا:
ما يستعصي على الإنسان المعاصر هو التكيّف مع التسارع الأسّي للتقنية والذي يرتبط بشكل عكسي مع قدرة الإنسان على استيعاب التاريخ وتطوّر الأحداث فيه وفق أنماط تتكرر لو توفّرت نفس الظروف. المجتمعات البشرية القديمة أدركت منذ حين أن مستجدّات التكنولوجيا تمكّنها من تعزيز قدراتها التنافسية مقابل المجتمعات الأخرى، وتعزّز سيطرتها على الطبيعية حولها. وبالسيطرة أقصد أكبر قدر ممكن. فالعلاقة بين الإنسان والطبيعة الأم ليست في شكل تنافسي، كما يريد أن يفهمه أو يصوّره البعض، بل أن مصيرنا هو رهن بيدها، دائمًا وأبدًا. من يعتقد العكس يحتاج إلى كمية Ego خيالية للوصول لمثل هذا الاستنتاج.
وبينما لا يجيد الإنسان المعاصر ترتيب الأحداث التاريخية المتباطئة منذ بزوغ الحضارة وحتى قبل الثورة الصناعية؛ من الصعب أن تنتظر منه استيعاب التسارع التقني والاجتماعي في آخر مئة سنة. أو حتى التنبّؤ بالتطوّرات في العقود القليلة القادمة. والنقطة الأخيرة جوهرية في صياغة الفلسفة التي تتبناها أو النهج السياسي/الاقتصادي الذي تعوّل عليه.
كيف تفهم فكرتي أكثر: الفرق بين من ولد بعد الإنترنت نهاية الثمانينيات وانتشار الكمبيوترات ودخولها لبيوت المستخدم العادي [الإنسان الرقمي] و بين من سبقه ويعتبر طارئ على المجتمع الرقمي الحديث، هو أشبه بالفرق بين الإنسان الذي اخترع محرّك البخار [الثورة الصناعية الأولى] وبين من سبقه ممن عاش في عصر الزراعة والتدجين في العصور القديمة.
كي نتمكّن من الاقتراب من تنبّؤات قريبة من الواقع، لا بد من محاولة التفكير بشكل متسارع [المحاولة هي أفضل فرصة نملكها وقد تفشل] أو يراعي التسارع التقني الذي يعجّل من انتقال المجتمعات إلى مرحلة التطوّر القادمة أو الزوال بسرعة.
ولكي تبدأ بفهم هذا النمط المتسارع ⦦ [مراحله الأولى]، لا بد من متابعته بدءًا من السنة ٧٠,٠٠٠ قبل هذا اليوم. أو إن استعصى الأمر، ابدأ من ٨٠٠٠ ق. م. مع أن التسارع يتباين من منطقة لأخرى [كمقارنة أوساط أفريقيا أو أوربا مع الهلال الخصيب إبان الثورة الزراعية]. والتسارع هذا بحكم طبيعته الرياضية يتطلّب منك أن تتابع الأحداث الرئيسية التي غيّرت من مجرى التطوّر للحضارات البشرية. ولذلك أكرر، الغوص في أعماق التاريخ هو المفتاح ولا يمكن استبداله. وبما أن هذه العملية في فهم الأنماط قد تستغرق سنوات من عمرك وجهدك، ربما ستعي لماذا هي عسيرة على أغلب البشر ولماذا وغالبية البشر العظمى لن تعي كل ذلك في عصرنا هذا. أنت بحاجة لمتخصصين وقادة. لنخبة تقود بعيداً عن استحسان مزاج الشعب.
Comments